هذه الرواية تحكي عن قرية لبنانية إبانالتواجد التركي في بلاد الشام ، وتستحضر الذاكرة الأحداث والأشخاص، فإذاكل حدث قابل للكثير من التأويلات المتناقضة، وإذا كل شخص مختلف حول حقيقته، ولكن ما يبقى موثوقاً به هو الجوع المذل والعاطفة المتأججة والتصدي للقهر.
"خرجت عمة البيك من القبو منفوشة الشعر تتعثر بثوبها الفضفاض. رفعت دلو ماء من البئر. أفرغته فوق رأسها ثم صعدت إلى السطح، ولوحت بمنديلها لأخته التي رفعت نظرها عن الغسيل، ونادت خالته. هذا من أمر عمته وأخته. أما خالته فتائهة بين القبو والمصطبة وبين المصطبة والمطبخ، فكانت تفتش عن أمه فلما رأت باب غرفته مفتوحاً، ولجتها على عجل، وأغلقت الباب وراءها. لم تعد خالته تتذكر كم يوم وليلة بقيت هناك تحت السرير خلف الخزانة فوق السرير عند باب المصطبة الواطئ بين الصناديق الخشبية، بين أوراقه المصفرة، بين كتبه السميكة، بين خرائطه المهلهلة. لم تعد خالته تتذكر عما كانت تبحث لكنها وجدت وصيته..."
هذه الرواية تحكي عن قرية لبنانية إبانالتواجد التركي في بلاد الشام ، وتستحضر الذاكرة الأحداث والأشخاص، فإذاكل حدث قابل للكثير من التأويلات المتناقضة، وإذا كل شخص مختلف حول حقيقته، ولكن ما يبقى موثوقاً به هو الجوع المذل والعاطفة المتأججة والتصدي للقهر.
"خرجت عمة البيك من القبو منفوشة الشعر تتعثر بثوبها الفضفاض. رفعت دلو ماء من البئر. أفرغته فوق رأسها ثم صعدت إلى السطح، ولوحت بمنديلها لأخته التي رفعت نظرها عن الغسيل، ونادت خالته. هذا من أمر عمته وأخته. أما خالته فتائهة بين القبو والمصطبة وبين المصطبة والمطبخ، فكانت تفتش عن أمه فلما رأت باب غرفته مفتوحاً، ولجتها على عجل، وأغلقت الباب وراءها. لم تعد خالته تتذكر كم يوم وليلة بقيت هناك تحت السرير خلف الخزانة فوق السرير عند باب المصطبة الواطئ بين الصناديق الخشبية، بين أوراقه المصفرة، بين كتبه السميكة، بين خرائطه المهلهلة. لم تعد خالته تتذكر عما كانت تبحث لكنها وجدت وصيته..."