مدخل إلى علم الفلسفة

مركز نون للتأليف والترجمة

لا شكّ أنّ اختصار وتبسيط المناهج الدراسيّة الخاصّة بالعلوم والمعارف الإسلامية بات حاجة ملحّة وضرورية في صناعة المناهج التعليمية والتربوية الحديثة. بحيث تُعدّ هذه المختصرات حلقة أولى ضرورية في المسيرة المعرفية المتكاملة للمتعلّم الذي دخل لتوّه في هذا المعترك العلمي الكبير والواسع، والذي قد لا يكون لسعته ولا لعمقه حدّ.

من هنا كان من الضروريّ مراعاة المستوى الذهني والعلمي للمبتدئين في ميادين العلوم المختلفة وإعداد مثل هذه الكتب المقدّماتية، لتكون مدخلاً سلساً يعبرون من خلالها إلى أفق العلم الرحب مع كلّ ما يدّخره من أصالة وعمق.

وهذا الكتاب "مدخل إلى علم الفلسفة" يُعتبر أحد هذه المحاولات التي بُذلت من أجل وضع مادّة الفلسفة الإسلامية في إطارها المنهجي بشكل تسلسلي وتراتبي صعوداً حتى الوصول إلى دراسة الكتب الفلسفية المتخصِّصة ذات العبائر الاصطلاحية الصعبة والمعقّدة في بعض الأحيان.

فالفلسفة تُعدّ ركيزة مهمّة ومنطلقاً أساساً لصياغة فهم ورؤية كونية واضحة عن الكون والحياة. ولا شكّ في أنّ عمق الفلسفة ودقّة بحوثها بما تتضمّنه من مسائل، جعل العقل أداة وحيدة لحلّها وبيان مداخلها ومخارجها، وهو أمر يتطلّب همّة عالية وجهداً وافراً لاستيعاب مطالبها وحلّ غوامضها وألغازها، ونحن من أجل تقديم يد العون لهذا العقل الباحث والتائق إلى اكتشاف هذه الرؤية الكونية الإلهية للعالم، وفق منهج إسلامي برهاني أصيل، كانت فكرة هذا الكتاب الذي هو بمثابة دروس تمهيدية في الفلسفة الإسلامية، الهدف الأساس منها تمكين الطالب من كسر الحواجز الاصطلاحية والمعرفية التي يُمكن أن تحول بينه وبين آفاق هذا العلم الرحب.

وقد استفدنا عند إعدادنا لهذا الكتاب من مجموعة من الدراسات والكتب التي كُتبت في هذا العلم، شاكرين كلّ من ساهم في هذا العمل بشكل مباشر أو غير مباشر، على أمل أن يكون منطلقاً للمزيد من الرفعة والتكامل العلمي والمعنوي.