"يعسُر عليّ تقديم هذا العمل، ولا أجد له وصفًا يسيرًا أستهلّه به ولا تصنيفًا مُحدّدًا أُعلنه مُطمئنًّا.. فمن الممكن أن يصنّفه بعض القرّاء أدبَ سجونٍ (وفيه كثير من ذلك)، وقد يُسمّيه آخرون "بيوغرافيا" (وهو كذلك ولو خالف السائد)، ويجوز أيضًا إلحاقه بأدب الفنتازيا (ولا حرج).
********* لكن أدقّ وصفٍ يُسعفني هو: "الأدب الجنائزيّ"، لما يرشح به المتن من مرارةٍ، وما يُضرّج الصفحات من أحزانٍ وخيباتٍ. وهذا الأدبُ المخصوص يشكّل صرحًا مهيبًا نشأ من ضرورةٍ، والأمثلُ ألاّ يخوض فيه من أنس البذخ والرفاه... ومع أنّ جزءًا كبيرًا من قصة "عرفة بن الإمام" يقتصر إطاره المكانيّ على زنزانةٍ يفنى فيها ببطء كدُهنٍ فاسدٍ على نارٍ خابئةٍ، تتجاوز أبعادها تلك البؤرة القاهرة الظالمة، على غرار قول الشاعر: "في غرفةٍ كلّما ضاقت اتّسع ما وراءها"، وتلك دقائق تخفى عن أمثالي، ولن يوفيها حقّفها أيّ تحليلٍ أو تقريرٍ أو مقالٍ."
*********
"كلّي يقين أنّ ما احتوته المُرفقات من أوراقٍ وتسجيلاتٍ لن يطيب لأولئك الذين لم يألفوا مكائد الحياة ولم تعرِكهم مصائبها، أو أولئك الذين ألِفو أجوبةً مُقولبةً متوارثة واستكانت إليها قلوبهم وأجزم أنّهم سيسّهم ضررٌ جسيمٌ. فالنص الذي ستقرَؤه مُروّعٌ ومسموم، مُثيرٌ للحفائظ والشبهات، ولا عجب وقد تجرًأ "عرفة" على نَكْء موضوع شغَل السواد الأعظم من أبناء الأمّة: (الجن بين الدين والعلم والدجل)
"يعسُر عليّ تقديم هذا العمل، ولا أجد له وصفًا يسيرًا أستهلّه به ولا تصنيفًا مُحدّدًا أُعلنه مُطمئنًّا.. فمن الممكن أن يصنّفه بعض القرّاء أدبَ سجونٍ (وفيه كثير من ذلك)، وقد يُسمّيه آخرون "بيوغرافيا" (وهو كذلك ولو خالف السائد)، ويجوز أيضًا إلحاقه بأدب الفنتازيا (ولا حرج).
********* لكن أدقّ وصفٍ يُسعفني هو: "الأدب الجنائزيّ"، لما يرشح به المتن من مرارةٍ، وما يُضرّج الصفحات من أحزانٍ وخيباتٍ. وهذا الأدبُ المخصوص يشكّل صرحًا مهيبًا نشأ من ضرورةٍ، والأمثلُ ألاّ يخوض فيه من أنس البذخ والرفاه... ومع أنّ جزءًا كبيرًا من قصة "عرفة بن الإمام" يقتصر إطاره المكانيّ على زنزانةٍ يفنى فيها ببطء كدُهنٍ فاسدٍ على نارٍ خابئةٍ، تتجاوز أبعادها تلك البؤرة القاهرة الظالمة، على غرار قول الشاعر: "في غرفةٍ كلّما ضاقت اتّسع ما وراءها"، وتلك دقائق تخفى عن أمثالي، ولن يوفيها حقّفها أيّ تحليلٍ أو تقريرٍ أو مقالٍ."
*********
"كلّي يقين أنّ ما احتوته المُرفقات من أوراقٍ وتسجيلاتٍ لن يطيب لأولئك الذين لم يألفوا مكائد الحياة ولم تعرِكهم مصائبها، أو أولئك الذين ألِفو أجوبةً مُقولبةً متوارثة واستكانت إليها قلوبهم وأجزم أنّهم سيسّهم ضررٌ جسيمٌ. فالنص الذي ستقرَؤه مُروّعٌ ومسموم، مُثيرٌ للحفائظ والشبهات، ولا عجب وقد تجرًأ "عرفة" على نَكْء موضوع شغَل السواد الأعظم من أبناء الأمّة: (الجن بين الدين والعلم والدجل)